ادعيتم أنكم أشد قوة من فرعون الذي أخذه الله نكال الآخرة والأولى فهل أنتم أشد خلقا أم السماء؟
وقد جاء الجواب مصرحا بأن السماء أشد خلقا منهم في قوله تعالى ﴿لَخَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ أَكْبَرُ مِنْ خَلْقِ النَّاسِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ﴾ [٤٠/٥٧].
وبين ضعف الإنسان في قوله في نفس المعنى ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لازِبٍ﴾ [٣٧/١١].
وفي هذا بيان على قدرته تعالى على بعثهم بعد إماتتهم وصيرورتهم عظاما نخرة.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه شي من ذلك عند آية الصافات ﴿فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمْ مَنْ خَلَقْنَا﴾ [٣٧/١١].
قوله تعالى ﴿بَنَاهَا رَفَعَ سَمْكَهَا فَسَوَّاهَا﴾ [النازعات: ٢٨].
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان ذلك في سورة "ق" عند قوله تعالى ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا﴾ الآية [٥٠/٦].
قوله تعالى ﴿وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ [النازعات: ٣٢].
في هذه الآية الكريمة وصف الأرض بأن الله تعالى: ﴿دَحَاهَا﴾ وجاء في آية أخرى أنه ﴿طَحَاهَا﴾ بالطاء وجاء في آية أخرى أنه بسطها وهي قوله تعالى: ﴿وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ﴾ [٨٨/٢٠]
وقد اختلف في تفسير قوله ﴿دَحَاهَا﴾ فقال ابن كثير تفسيره ما بعده ﴿أَخْرَجَ مِنْهَا مَاءَهَا وَمَرْعَاهَا وَالْجِبَالَ أَرْسَاهَا﴾ [٧٩/٣١-٣٢] وهذا قول ابن جرير عن ابن عباس
وقال القرطبي ﴿دَحَاهَا﴾ أي بسطها.
والعرب تقول: دحا الشيء إذا بسطه.
وقال أبو حيان ﴿دَحَاهَا﴾ بسطها ومهدها للسكنى والاستقرار عليها ثم فسر ذلك التمهيد بما لا بد منه من إخراج الماء والمرعى وإرسائها بالجبال.