نَحْنُ قَدَّرْنَا بَيْنَكُمُ الْمَوْتَ وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ أَفَرَأَيْتُمْ مَا تَحْرُثُونَ أَأَنْتُمْ تَزْرَعُونَهُ أَمْ نَحْنُ الزَّارِعُونَ لَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَاهُ حُطَاماً} [٥٦/٥٨-٦٥].
إنهم بلا شك لا يدعون لأنفسهم فعل شيء من ذلك وإنهم ليعلمون أن لها خالقا مدبرا ولكنهم يكابرون ﴿وَجَحَدُوا بِهَا وَاسْتَيْقَنَتْهَا أَنْفُسُهُمْ﴾ [٢٧/١٤]، صدق الله العظيم وكذب كل كفار أثيم.
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان خلق الإنسان في مواطن متعددة سابقة آخرها في سورة الرحمان ﴿خَلَقَ الْأِنْسَانَ مِنْ صَلْصَالٍ كَالْفَخَّارِ﴾ [٥٥/١٤]، وبيان طعامه في كل من سورتي "الواقعة" و"الجاثية".
﴿وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ ضَاحِكَةٌ مُسْتَبْشِرَةٌ﴾ [عبس: ٣٩].
الإسفار الإضاءة وهو تهلل الوجه بالسرور كما قال تعالى: ﴿وَلَقَّاهُمْ نَضْرَةً وَسُرُوراً﴾ [٧٦/١١]، والاستبشار من تقدم البشرى في قوله تعالى ﴿تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ﴾ [٤١/٣٠].
وقوله تعالى ﴿يَوْمَ تَرَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ يَسْعَى نُورُهُمْ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ بُشْرَاكُمُ الْيَوْمَ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ﴾ [٥٧/١٢].
وتقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان ذلك في سورة "الحديد".
وقوله تعالى ﴿ وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ﴾ [عبس: ٤١].
بينهم تعالى بأنهم هم الكفرة الفجرة.
وتقدم بيان ذلك للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة الرحمان على الكلام على قوله تعالى ﴿يُعْرَفُ الْمُجْرِمُونَ بِسِيمَاهُمْ﴾ [٥٥/٤١].
وقد جمع لهم هنا بين الكفر والفجور وهما الكفر في الاعتقاد والفجور في الأعمال كما في قوله تعالى ﴿وَلا يَلِدُوا إِلَّا فَاجِراً كَفَّاراً﴾ [٧١/٢٧]، والعلم عند الله تعالى.