قوله تعالى: ﴿وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ﴾ [التكوير: ١٢].
تقدم للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه بيان هذا المعنى عند الكلام على قوله تعالى من سورة "الحج" ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّبِعُ كُلَّ شَيْطَانٍ مَرِيدٍ كُتِبَ عَلَيْهِ أَنَّهُ مَنْ تَوَلَّاهُ فَأَنَّهُ يُضِلُّهُ وَيَهْدِيهِ إِلَى عَذَابِ السَّعِيرِ﴾ [٢٢/٣-٤].
﴿وَإِذَا الْجَنَّةُ أُزْلِفَتْ﴾ [التكوير: ١٣].
الزلفى: القربى، و ﴿أُزْلِفَتْ﴾ قربت وتقدم بيان ذلك للشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في سورة "ق" عند قوله تعالى ﴿وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ﴾ [٥٠/٣١].
قوله تعالى: ﴿عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ﴾ [التكوير: ١٤]
المراد بالنفس هنا العموم أي كل نفس كما في قوله تعالى ﴿يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَراً﴾ [٣/٣٠].
قوله تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ بِالْخُنَّسِ الْجَوَارِ الْكُنَّسِ وَاللَّيْلِ إِذَا عَسْعَسَ وَالصُّبْحِ إِذَا تَنَفَّسَ إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ [الحاقة: ١٥-١٩].
ظاهر قوله تعالى: ﴿فَلا أُقْسِمُ﴾ نفي القسم ولكنه قسم قطعا بدليل التصريح بجواب القسم في قوله تعالى ﴿إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ﴾ [٨١/١٩]
وبهذا يترجح ما تقدم في أول سورة القيامة ﴿لا أُقْسِمُ بِيَوْمِ الْقِيَامَةِ﴾ [٧٥/١]
ومثل الآتي: ﴿لا أُقْسِمُ بِهَذَا الْبَلَدِ﴾ [٩٠/١]
تنبيه
يجمع المفسرون أن لله تعالى أن يقسم بما شاء من مخلوقاته لأنها دالة على قدرته وليس للمخلوق أن يحلف إلا بالله تعالى.
ولكن هل في المغايرة بما يقسم الله تعالى به معنى مقصود أم لمجرد الذكر وتعدد المقسم به؟


الصفحة التالية
Icon