ولكن يوم القيامة حقيقة الأمر كله والملك كله لله تعالى وحده لقوله تعالى ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [٤٠/١٦].
فلا أمر مع أمره ولا متقدم عليه حتى ولا بكلمة إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا وهو كقوله ﴿ الْمُلْكُ يَوْمَئِذٍ الْحَقُّ لِلرَّحْمَنِ﴾ [٢٥/٢٦]، مع أن هنا في الدنيا ملوكا كما في قصة يوسف ﴿وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ﴾ [١٢/٥٠]
وفي قصة الخضر وموسى ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ﴾ [١٨/٧٩].
أما يوم القيامة فيكونون كما قال تعالى ﴿وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ﴾ [٦/٩٤].
وكقوله ﴿هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيَهْ﴾ [٦٩/٢٩] فقد ذهب كل سلطان وكل ملك والملك يومئذ لله الواحد القهار.