وَلا بَنُونَ} [٢٦/٨٨]. ويمكن أن تكون استفهامية، وقوله ﴿إِذَا تَرَدَّى﴾، أي في النار عياذا بالله أو تردى في أعماله فماله إلى النار بسبب بخله في الدنيا كما يشهد له قوله تعالى ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْراً لَهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ [٣/١٨٠].
قوله تعالى: ﴿إِنَّ عَلَيْنَا لَلْهُدَى﴾ [الليل: ١٢].
فيه للعلماء أوجه منها إن طريق الهدى دال وموصل علينا بخلاف الضلال.
ومنها التزام الله للخلق عليه لهم الهدى وهذا الوجه محل إشكال إذ إن بعض الخلق لم يهدهم الله.
وقد بحث هذا الأمر الشيخ رحمة الله تعالى علينا وعليه في دفع إيهام الإضطراب من أن الجواب عليه من حيث إن الهدى عام وخاص والله تعالى أعلم.
﴿وَإِنَّ لَنَا لَلْآخِرَةَ وَالْأُولَى﴾ [الليل: ١٣].
أي بكمال التصرف والأمر وقد بينه تعالى في سورة الفاتحة ﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ﴾ [١/٢]، أي المتصرف في الدنيا ﴿مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ﴾ [١/٤]، أي المتصرف في الآخره وحده ﴿لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ﴾ [٤٠/١٦].
وهذا كدليل على تيسيره لعباده إلى ما يشاء في الدنيا ومجازاتهم بما شاء في الآخرة. ﴿فَأَنْذَرْتُكُمْ نَاراً تَلَظَّى﴾ [الليل: ١٤].
أي تتلظى، واللظى اللهب الخالص وفي وصف النار هنا بناظى مع أن لها صفات عديدة منها السعير وسقر والجحيم والهاوية وغير ذلك.
وذكر هنا صنفا خاصا وهو من ﴿كَذَّبَ وَتَوَلَّى﴾ [٩٢/١٦]، كما تقدم في موضع آخر في وصفها أيضا بلظى في قوله تعالى ﴿إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى﴾ [٧٠/١٥-١٦] ثم بين أهلها بقوله ﴿تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى﴾ [٧٠/١٧-١٨].