سورة الفيل
قوله تعالى: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ تَرْمِيهِمْ بِحِجَارَةٍ مِنْ سِجِّيلٍ﴾.
اختلف في معنى السجيل هنا.
فقال قوم هو السجين أبدلت النون لاما والسجين النار.
وقيل إن السجيل من السجل كأنه علم للديوان الذي كتب فيه عذاب الكفار كما أن سجينا لديوان أعمالهم واشتقاقه من الإسجال وهو الإرسال ومنه السجل الدلو المملوء ماء وهي حجارة مرسلة لقوله: ﴿وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْراً أَبَابِيلَ﴾ [الفيل: ٣].
وقوله إن سجينا عن الديوان أعمالهم يعني قوله تعالى: ﴿كَلَّا إِنَّ كِتَابَ الْفُجَّارِ لَفِي سِجِّينٍ﴾ [المطففين: ٧].
وقيل: معنى ﴿سِجِّينٍ﴾ ستك وطين يعني بعض حجر وبعض طين.
وقيل: معناه الشديد.
وقيل: السجيل اسم لسماء الدنيا.
وتقدم للشيح رحمة الله تعالى علينا وعليه ترجيح أنها من طين شديد القوة.
وهذا ما يشهد له القرآن لما في سورة الذاريات ﴿قَالُوا إِنَّا أُرْسِلْنَا إِلَى قَوْمٍ مُجْرِمِينَ لِنُرْسِلَ عَلَيْهِمْ حِجَارَةً مِنْ طِينٍ مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ لِلْمُسْرِفِينَ﴾ [الذريات: ٣٢-٣٤] فنص على أنها من طين.
والحجارة من الطين هي الآجر وهو الطين المطبوخ حتى يتحجر.
وجاء النص الآخر أنها من سجيل منضوض في قوله: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود: ٨٢].