وقوله في سورة اقرأ ﴿اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ﴾ [العلق: ١] وتكرارها ﴿اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ﴾ [العلق: ٣] لأن صفة الربوبية مشعرة بالإنعام.
وقوله: ﴿رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ﴾ قال بعضهم إن الاستغفار عن ذنب فما هو وتقدم الكلام على عصمة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام عند قوله تعالى: ﴿وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ﴾ [الشرح: ٢].
ومما تجدر الإشارة إليه أن التوبة دعوة الرسل ولو بدأنا مع آدم عليه السلام مع قصته ففيها ﴿فَتَلَقَّى آدَمُ مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ﴾ [البقرة: ٣٧] ومعلوم موجب تلك التوبة.
ثم نوح عليه السلام يقول: ﴿رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِيَ مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ﴾ [نوح: ٢٨].
وإبراهيم عليه السلام يقول: ﴿وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَلَيْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾ [البقرة: ١٢٨].
وبناء عليه قال بعض العلماء إن الاستغفار نفسه عبادة كالتسبيح فلا يلزم منه وجود ذنب.
وقيل هو تعليم لأمته.
وقيل رفع لدرجاته صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء في السنة أنه ﷺ قال: "توبوا إلى الله فإني أتوب إلى الله في اليوم مائة مرة" فتكون أيضا من باب الاستكثار من الخير والإنابة إلى الله.
تنبيه
جاء في التفسير عند الجميع أنه ﷺ منذ أن نزلت هذه السورة وهو لم يكن يدع قوله: "سبحانك اللهم وبحمدك" تقول عائشة رضي الله عنها يتأول القرآن أي يفسره ويعمل به.
ونقل أبو حيان عن الزمخشري أنه قال والأمر بالاستغفار مع التسبيح تكميل للأمر.