أما القياس على لفظتي رجل ونفر فقد رده شيخ الإسلام ابن تيمية أيضا بأنهما وردا مقيدين ﴿بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ﴾ [الجن: من الآية٦]، ﴿نَفَراً مِنَ الْجِنِّ﴾ [الاحقاف: من الآية٢٩].
أما على الإطلاق فلم يردا وهكذا لفظ: ﴿النَّاسِ﴾ فلا مانع من استعماله مقيدا ناس من الجن أما على الإطلاق فلا.
وعليه فحيث ورد لفظ: ﴿النَّاسِ﴾ هنا مطلقا فلا يصح حمله على الجن والإنس معا بل يكون خاصا بالإنس فقط ويكون ﴿فِي صُدُورِ النَّاسِ﴾ أي في صدور الإنس.
وقد ذكر أبو السعود معنى آخر في لفظ: ﴿النَّاسِ﴾ وهو أن الناسي عن النسيان حذفت الياء تخفيفا لأن الوسواس لا يوسوس إلا في حين النسيان والغفلة.
وعليه يكون حذف الياء كحذفها من الداع في قوله: ﴿يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ﴾ [القمر: ٦] ونحوه.
ولكن يبقى على هذا القول بيان من المراد بالناسي أهو من الإنس أم من الجن فلم يخرج عن الاحتمالين السابقين مع أن هذا القول من لوازم معنى الوسواس الخناس.
ويرد على هذا القول جمع الصدور وإفراد الناس والجمع لا يضاف إلا إلى جمع أي جمع الصدور لأن الفرد ليس له جمع من الصدور فيقابل الجمع بجمع أو يكتفي بالمفرد بمفرد.
وقد جاء في إضافة الجمع إلى المثنى في قوله: ﴿فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا﴾ [التحريم: ٤].
وقال أبو حيان وحسنه أن المثنى جمع في المعنى والجمع في مثل هذا أكثر استعمالا من المثنى والتثنية دون الجمع.
كما قال الشاعر:



الصفحة التالية
الموسوعة القرآنية Quranpedia.net - © 2025
Icon
فتخالسا نفسيهما بنوافذ كنوافذ العيط التي لا ترفع