وأما المدني الأخير فهو في قول إسماعيل بن جعفر ستة آلاف آية ومائتا آية وأربع عشرة آية وقال الفضل: عدد آي القرآن في قول المكيين ستة آلاف آية ومائتا آية وتسع عشرة آية. قال محمد بن عيسى: عدد آي القرآن في قول الكوفيين ستة آلاف آية ومائتا آية وثلاثون وست آيات وهو العدد الذي رواه سليم والكسائي عن حمزة وأسنده الكسائي إلى على رضي الله عنه. قال محمد: وجميع عدد آي القرآن في عدد البصريين ستة آلاف ومائتان وأربع آيات وهو العدد الذي مضى عليه سلفهم حتى الآن وأما عدد أهل الشام فقال يحيى بن الحارث الذماري ستة آلاف ومائتان وست وعشرون في رواية ستة آلاف ومائتان وخمس وعشرون نقص آية قال ابن ذكوان: فظننت أن يحي لم يعد ﴿ بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ﴾ قال أبو عمرو: فهذه الأعداد التي يتداولها الناس تأليفا ويعدون بها في سائر الآفاق قديما وحديثا.
وأما كلماته فقال الفضل بن شاذان: جميع كلمات القرآن- في قول عطاء بن يسار- سبعة وسبعون ألفا وأربعمائة وتسع وثلاثون كلمة وحروفه ثلثمائة ألف وثلاثة وعشرون ألفا وخمسة عشر حرفا.
قلت: هذا يخالف ما تقدم عن الحماني قبل هذا. وقال عبدالله بن كثير عن مجاهد قال: هذا ما أحصينا من القرآن وهو ثلثمائة ألف حرف وأحد وعشرون ألف حرف ومائة وثمانون حرفا وهذا يخالف ما ذكره قبل هذا عن الحمداني من عدّ حروفه.

باب ذكر معنى السورة والآية والكلمة والحرف


معنى السورة في (كلام العرب) الإبانة لها من سورة أخرى وانفصالها عنها وسميت بذلك لأنه يرتفع فيها من منزلة إلى منزلة قال النابغة:
ألم تر أن الله أعطاك سورة ترى كل ملك دونها يتذبذب
أي منزلة شرف ارتفعت إليها عن منزل الملوك. وقيل: سميت بذلك لشرفها وارتفاعها كما يقال لما ارتفع من الأرض سور. وقيل: سميت بذلك لأن قارئها يشرف على ما لم يكن


الصفحة التالية
Icon