الحق الذي في ظهورها وبقي الحق الذي في رقابها؛ قيل: قد روي "لا ينسى حق الله فيها" ولا فرق بين قوله: "حق الله فيها" أو "في رقابها وظهورها" فإن المعنى يرجع إلى شيء واحد؛ لأن الحق يتعلق بجملتها. وقد قال جماعة من العلماء: إن الحق هنا حسن ملكها وتعهد شبعها والإحسان إليها وركوبها غير مشقوق عليها؛ كما جاء في الحديث "لا تتخذوا ظهورها كراسي". وإنما خص رقابها بالذكر لأن الرقاب والأعناق تَسْتعّار كثيرا في مواضع الحقوق اللازمة والفروض الواجبة؛ ومنه قوله تعالى: ﴿فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ﴾ [النساء: ٩٢] وكثر عندهم استعمال ذلك واستعارته حتى جعلوه في الرباع والأموال؛ ألا ترى قول كثير:
غمر الرداء إذا تبسم ضاحكا | غلقت لضحكته رقاب المال |
الثامنة :-قوله تعالى: ﴿وَزِينَةً﴾ منصوب بإضمار فعل، المعنى: وجعلها زينة. وقيل: هو مفعول من أجله. والزينة: ما يتزين به، وهذا الجمال والتزيين وإن كان من متاع الدنيا فقد أذن الله سبحانه لعباده فيه؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: " الإبل عز