قوله تعالى: ﴿تِلْكَ الْجَنَّةُ الَّتِي﴾ أي هذه الجنة التي وصفنا أحوال أهلها ﴿نُورِثُ﴾ بالتخفيف. وقرأ يعقوب ﴿نُوَرِّثُ﴾ بفتح الواو وتشديد الراء. والاختيار التخفيف؛ لقوله تعالى: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ ﴾.[فاطر: ٣٢]. ﴿مِنْ عِبَادِنَا مَنْ كَانَ تَقِيّاً﴾ قال ابن عباس: “أي من اتقاني وعمل بطاعتي” وقيل هو على التقديم والتأخير تقديره نورث من كان تقيا من عبادنا.
الآيتان: ٦٤ - ٦٥ ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ لَهُ مَا بَيْنَ أَيْدِينَا وَمَا خَلْفَنَا وَمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً، رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعبد هُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً﴾
روى الترمذي عن ابن عباس قال قال رسول الله ﷺ لجبريل "ما منعك أن تزورنا أكثر مما تزورنا" قال: فنزلت هذه الآية: ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ إلى آخر الآية. قال هذا حديث حسن غريب ورواه البخاري حدثنا خلال بن يحيى حدثنا عمر بن ذر قال سمعت أبي يحدث عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أن النبي ﷺ قال لجبريل "ما يمنعك أن مزورنا أكثر مما تزرونا فنزلت ﴿وَمَا نَتَنَزَّلُ إِلَّا بِأَمْرِ رَبِّكَ﴾ الآية؛ قال كان هذا الجواب لمحمد صلى وقال مجاهد أبطأ الملك على رسول الله ﷺ ثم أتاه فقال: "ما الذي أبطأك" قال: كيف نأتيكم وأنتم لا تقصون أظفاركم ولا تأخذون من شواربكم، ولا تنقون رواجبكم، ولا تستاكون؛ قال مجاهد: فنزلت الآية في هذا وقال مجاهد أيضا وقتادة وعكرمة والضحاك ومقاتل والكلبي أحتبس جبريل عن النبي ﷺ حين سأل قومه عن قصة أصحاب الكهف وذي القرنين والروح ولم يدر ما يجيبهم ورجا أن يأتيه جبريل بجواب ما سألوه عنه قال عكرمة فأبطأ عليه أربعين يوم وقال مجاهد اثنتي عشرة ليلة وقيل خمسة عشر يوما وقيل ثلاثة عشر وقيل ثلاثة أيام فقال النبي صلي "أبطأت علي حتى


الصفحة التالية
Icon