والونى الضعف والفتور، والكلال والإعياء. وقال امرؤ القيس:
مسح إذا ما السابحات على الونى | أثرن غبارا بالكديد المركل |
كأن القدور الراسيات أمامهم | قباب بنوها لا تني أبدا تغلي |
]٤٣[ ﴿اذْهَبَا إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى﴾
]٤٤[ ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى﴾
فيه أربع مسائل:
الأولى: قوله تعالى: ﴿اذْهَبَا﴾ قال في أول الآية: ﴿اذْهَبْ أَنْتَ وَأَخُوكَ بِآياتِي﴾ وقال هناك ﴿اذْهَبَا﴾ فقيل أمر الله تعالى موسى وهارون في هذه الآية بالنفوذ إلى دعوة فرعون، وخاطب أولا موسى وحده تشريفا له؛ ثم كرر للتأكيد. وقيل بين بهذا أنه لا يكفي ذهاب أحدهما. وقيل: الأول أمر بالذهاب إلى كل الناس، والثاني بالذهاب إلى فرعون.
الثانية: قوله تعالى: ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً﴾ دليل على جواز الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن ذلك يكون باللين من القول لمن معه القوة، وضمنت له العصمة، ألا تراه قال: ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً﴾ وقال: ﴿لا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى﴾ [طه: ٤٦] فكيف بنا فنحن أولى بذلك. وحينئذ يحصل الآمر والناهي على مرغوبه، ويظفر بمطلوبه؛ وهذا واضح.