وذكر الماوردي أن عبد الله بن سليمان حكى؛ رأى على بعض ثيابه أثر صفرة؛ فأخذ من مداد الدواة وطلاه به، ثم قال: المداد بنا أحسن من الزعفران؛ وأنشد:
إنما الزعفران عطر العذارى | ومداد الدوي عطر الرجال |
قلت: وهذا القول راجع إلى معنى قول ابن الأعرابي. وقول خامس: إن ﴿لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنْسَى﴾ في موضع الصفة لـ “كتاب” أي الكتاب غير ضال عن الله عز وجل؛ أي غير ذاهب عنه.
﴿وَلا يَنْسَى﴾ أي غير ناس له فهما نعتان لـ ﴿كِتَابٍ﴾. وعلى هذا يكون الكلام متصلا، ولا يوقف على ﴿كِتَابٍ﴾. تقول العرب. ضلني الشيء إذا لم أجده، وأضللته أنا إذا تركته في موضع فلم تجده فيه. وقرأ الحسن وقتادة وعيسى بن عمر وابن محيصن وعاصم الجحدري وابن كثير فيما روى شبل عنه ﴿لاَ يُضِلُّ﴾ بضم الياء على معنى لا يضيعه ربي ولا ينساه. قال ابن عرفة: الضلالة عند العرب سلوك سبيل غير القصد؛ يقال: ضل عن الطريق، وأضل الشيء إذا أضاعه. ومنه قرأ من قرأ ﴿لاَ يُضِلُّ ربي﴾ أي لا يضيع؛ هذا مذهب العرب.