مسبحا له فيها، ولا يوقف على ﴿الْآصَالِ﴾ على هذا التقدير. ومن قرأ ﴿يُسَبِّحُ﴾ بكسر الباء لم يقف على ﴿الْآصَالِ﴾ ؛ لأن ﴿يُسَبِّحُ﴾ فعل للرجال، والفعل مضطر إلى فاعله ولا إضمار فيه. وقد تقدم القول في ﴿الْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾ في آخر "الأعراف" والحمد لله وحده.
الرابعة عشرة: قوله: ﴿يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا ﴾ قيل: معناه يصلي. وقال ابن عباس: كل تسبيح في القرآن صلاة؛ ويدل عليه قوله: ﴿بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ﴾، أي بالغداة والعشي. وقال أكثر المفسرين: أراد الصلاة المفروضة؛ فالغدو صلاة الصبح، والآصال صلاة الظهر والعصر والعشائين؛ لأن اسم الآصال يجمعها.
الخامسة عشرة: روى أبو داود عن أبي أمامة أن رسول الله صلى عليه وسلم قال: "من خرج من بيته متطهرا إلى صلاة مكتوبة فأجره كأجر الحاج المحرم ومن خرج إلى تسبيح الضحا لا ينصبه إلا إياه فأجره المعتمر وصلاة على إثر صلاة لا لغو بينهما كتاب في عليين". وخرج عن بريدة عن النبي ﷺ قال: "بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة". وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن النبي ﷺ قال: "من غدا إلى المسجد أو راح أعد الله له نزلا في الجنة كلما غدا أو راح". في غير الصحيح من الزيادة "كما أن أحدكم لو زار من يحب زيارته لاجتهد في كرامته"؛ ذكره الثعلبي. وخرج مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تطهر في بيته ثم مشى إلى بيت من بيوت الله ليقضي فريضة من فرائض الله كانت خطوتاه إحداهما تحط خطيئة والأخرى ترفع درجة". وعنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "صلاة الرجل في جماعة تزيد على صلاته في بيته وصلاته في سوقه بضعا وعشرين درجة وذلك أن أحدهم إذا توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى المسجد لا ينهزه إلا الصلاة لا يريد إلا الصلاة فلم يخط خطوة إلا رفع له بها درجة وحط عنه بها خطيئة حتى يدخل المسجد فإذا دخل المسجد كان في الصلاة ما كانت الصلاة هي تحبسه والملائكة يصلون على


الصفحة التالية
Icon