خطايا معروف في كلام العرب، وقد أجمعوا على التوحيد في قوله عز وجل ﴿فَاعْتَرَفُوا بِذَنْبِهِمْ﴾ [الملك: ١١] ومعناه بذنوبهم. وكذا ﴿وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ﴾ [البقرة: ٤٣] معناه الصلوات. وكذا ﴿خَطِيئَتِي﴾ إن كانت خطايا. والله أعلم. قال مجاهد: يعني بخطيئته قوله: ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ هَذَا﴾ [الأنبياء: ٦٣] وقوله: ﴿إِنِّي سَقِيمٌ﴾ [الصافات: ٨٩] وقوله: إن سارة أخته. زاد الحسن وقوله للكوكب: ﴿هَذَا رَبِّي﴾ [الأنعام: ٧٦] وقد مضى بيان هذا مستوفى. وقال الزجاج: الأنبياء بشر فيجوز أن تقع منهم الخطية؛ نعم لا تجوز عليهم الكبائر لأنهم معصومون عنها. ﴿يَوْمِ الدِّينِ﴾ يوم الجزاء حيث يجازي العباد بأعمالهم. وهذا من إبراهيم إظهار للعبودية وإن كان يعلم أنه مغفور له. وفي صحيح مسلم عن عائشة؛ قلت يا رسول الله: ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: "لا ينفعه إنه لم يقل يوما ﴿رَبِّ اَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ﴾ ".
الآية: [٨٣] ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾
الآية: [٨٤] ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ﴾
الآية: [٨٥] ﴿وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ﴾
الآية: [٨٦] ﴿وَاغْفِرْ لأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّينَ﴾
الآية: [٨٧] ﴿وَلا تُخْزِنِي يَوْمَ يُبْعَثُونَ﴾
الآية: [٨٨] ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ مَالٌ وَلا بَنُونَ﴾
الآية: [٨٩] ﴿إِلاَّ مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ﴾
قوله تعالى: ﴿رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ ﴿حُكْماً﴾ معرفة بك وبحدودك وأحكامك؛ قال ابن عباس. وقال مقاتل: فهما وعلما؛ وهو راجع إلى الأول. وقال الكلبي: نبوة ورسالة إلى الخلق. ﴿وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ﴾ أي بالنبيين من قبلي في الدرجة. وقال ابن عباس: بأهل الجنة؛ وهو تأكيد قوله: ﴿هَبْ لِي حُكْماً﴾.
قوله تعالى: ﴿وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ﴾ قال ابن عباس: هو اجتماع الأمم عليه. وقال مجاهد: هو الثناء الحسن. قال ابن عطية: هو الثناء وخلد المكانة بإجماع المفسرين؛ وكذلك أجاب الله دعوته، وكل أمة تتمسك به وتعظمه، وهو على الحنيفية التي جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم. وقال مكي: وقيل معناه سؤاله أن يكون من ذريته في آخر الزمان


الصفحة التالية
Icon