بسم الله الرحمن الرحيم

الآية: [١] ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ وَهُوَ الْحَكِيمُ الْخَبِيرُ ﴾
قوله تعالى: ﴿ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ ﴾ ﴿ الَّذِي ﴾ في موضع خفض على النعت أو البدل. ويجوز أن يكون في موضع رفع على إضمار مبتدأ، وأن يكون في موضع نصب بمعنى أعني. وحكى سيبويه "الحمد لله أهل الحمد" بالرفع والنصب والخفض. والحمد الكامل والثناء الشامل كله لله؛ إذ النعم كلها منه. وقد مضى الكلام فيه في أول الفاتحة. ﴿ وَلَهُ الْحَمْدُ فِي الآخِرَةِ ﴾ قيل: هو قوله تعالى: ﴿ وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ ﴾. وقيل: هو قوله ﴿ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ﴾ فهو المحمود في الآخرة كما أنه المحمود في الدنيا، وهو المالك للآخرة كما أنه المالك للأولى. ﴿ وَهُوَ الْحَكِيمُ ﴾ في فعله ﴿ الْخَبِيرُ ﴾ بأمرخلقه.
الآية: [٢] ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾
قوله تعالى: ﴿ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الأَرْضِ ﴾ أي ما يدخل فيها من قطر وغيره، كما قال: ﴿ فَسَلَكَهُ يَنَابِيعَ فِي الأَرْضِ ﴾ من الكنوز والدفائن والأموات وما هي له كفات. ﴿ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا ﴾ من نبات وغيره ﴿ وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ ﴾ من الأمطار والثلوج والبرد والصواعق والأرزاق والمقادير والبركات. وقرأ علي بن أبي طالب ﴿ وَمَا يَنْزِلُ ﴾ بالنون والتشديد. ﴿ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا ﴾ من الملائكة وأعمال العباد؛ قاله الحسن وغيره ﴿ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ ﴾.


الصفحة التالية
Icon