فظلت تباعا خيلنا في بيوتكم كما تابعت سرد العنان الخوارز
والسراد: السير الذي يخرز به؛ قال لبيد:
يشك صفائحها بالروق شزرا كما خرج السراد من النقال
ويقال: قد سرد الحديث والصوم؛ فالسرد فيهما أن يجيء بهما ولاء في نسق واحد، ومنه سرد الكلام. وفي حديث عائشة: لم يكن النبي ﷺ يسرد الحديث كسردكم، وكان يحدث الحديث لو أراد العاد أن يعده لأحصاه. قال سيبويه: ومنه رجل سردي أي جريء، قال: لأنه يمضى قوما. وأصل ذلك في سرد الدرع، وهو أن يحكمها ويجعل نظام حلقها ولاء غير مختلف. قال لبيد:
صنع الحديد مضاعفا أسراده لينال طول العيش غير مروم
وقال أبو ذؤيب:
وعليهما مسرودتان قضاهما داودُ أو صَنَعُ السوابغ تبَّع
قوله تعالى: ﴿ وَاعْمَلُوا صَالِحاً ﴾ أي عملا صالحا. وهذا خطاب لداود وأهله، كما قال: ﴿ اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْراً ﴾ ﴿ إِنِّي بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ﴾ وقال العلماء: وصف الله عز وجل نفسه بأنه بصير على معنى أنه عالم بخفيات الأمور.
الآية: ١٢ ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ غُدُوُّهَا شَهْرٌ وَرَوَاحُهَا شَهْرٌ وَأَسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ وَمِنَ الْجِنِّ مَنْ يَعْمَلُ بَيْنَ يَدَيْهِ بِإِذْنِ رَبِّهِ وَمَنْ يَزِغْ مِنْهُمْ عَنْ أَمْرِنَا نُذِقْهُ مِنْ عَذَابِ السَّعِيرِ ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَلِسُلَيْمَانَ الرِّيحَ ﴾ قال الزجاج، التقدير وسخرنا لسليمان الريح. وقرأ عاصم في رواية أبي بكر عنه: ﴿الريحُ﴾ بالرفع على الابتداء، والمعنى له تسخير


الصفحة التالية
Icon