قوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ بِالْغَيْبِ ﴾ أي إنما يقبل إنذارك من يخشى عقاب الله تعالى، وهو كقوله تعالى: ﴿ إِنَّمَا تُنْذِرُ مَنِ اتَّبَعَ الذِّكْرَ وَخَشِيَ الرَّحْمَنَ بِالْغَيْبِ ﴾.
قوله تعالى: ﴿ وَمَنْ تَزَكَّى فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ ﴾ أي من اهتدى فإنما يهتدي لنفسه. وقرئ: ﴿ومن فَإِنَّمَا يَتَزَكَّى لِنَفْسِهِ ﴾ ﴿ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ ﴾ أي إليه مرجع جميع الخلق.
الآية: [١٩] ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ﴾
الآية: [٢٠] ﴿ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ ﴾
الآية: [٢١] ﴿ وَلا الظِّلُّ وَلا الْحَرُورُ ﴾
الآية: [٢٢] ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الأَحْيَاءُ وَلا الأَمْوَاتُ إِنَّ اللَّهَ يُسْمِعُ مَنْ يَشَاءُ وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ ﴾ أي الكافر والمؤمن والجاهل والعالم. مثل: ﴿ قُلْ لا يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ ﴾ ﴿ وَلا الظُّلُمَاتُ وَلا النُّورُ ﴾ قال الأخفش سعيد: ﴿ وَلا ﴾ زائدة؛ والمعنى ولا الظلمات والنور، ولا الظل والحرور. قال الأخفش: والحرور لا يكون إلا مع شمس النهار، والسموم يكون بالليل، أو قيل بالعكس. وقال رؤبة بن العجاج: الحرور تكون بالنهار خاصة، والسموم يكون بالليل خاصة، حكاه المهدوي. وقال الفراء: السموم لا يكون إلا بالنهار، والحرور يكون فيهما. النحاس: وهذا أصح؛ لأن الحرور فعول من الحر، وفيه معنى التكثير، أي الحر المؤذي.
قلت: وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة عن رسول الله ﷺ قال: "قالت النار رب أكل بعضي بعضا فأذن لي أتنفس فأذن لها بنفسين نفس في الشتاء ونفس في الصيف فما وجدتم من برد أو زمهرير فمن نفس جهنم وما وجدتم من حر أو حرور فمن نفس جهنم". وروي من حديث الزهري عن سعيد عن أبي هريرة: "فما تجدون من الحر فمن


الصفحة التالية
Icon