لا في أمر نفسه، وبحظ حق الله لا بحظ نفسه؛ فتحرى يونس فلم يصب الصواب الذي عند الله فسماه آبقا ومليما.
الثالثة: قوله تعالى: ﴿فَسَاهَمَ ﴾ قال المبرد: فقارع، قال: وأصله من السهام التي تجال.
﴿فَكَانَ مِنَ الْمُدْحَضِينَ ﴾ قال: من المغلوبين. قال الفراء: دحضت حجته وأدحضها الله. وأصله من الزلق؛ قال الشاعر:
قتلنا المدحضين بكل فج | فقد قرت بقتلهم العيون |
روى الطبري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لما أراد الله تعالى ذكره - حبس يونس في بطن الحوت أوحى الله إلى الحوت أن خذه ولا تخدش لحما ولا تكسر عظما فأخذه ثم هوى به إلى مسكنه من البحر؛ فلما أنتهى به إلى أسفل البحر سمع يونس حسا فقال في نفسه ما هذا؟ فأوحى الله تبارك وتعالى إليه وهو في بطن الحوت: "إن هذا تسبيح دواب البحر" قال: "فسبح وهو في بطن الحوت" قال: "فسمعت الملائكة تسبيحه فقالوا: يا ربنا إنا نسمع صوتا ضعيفا بأرض غريبة" قال: "ذلك عبدي يونس عصاني فحبسته في بطن الحوت في البحر" قالوا: العبد الصالح الذي كان