ذهب به إلى المنة قال: من عليه؛ فإذا أخرجه مخرج الأمر أبرز النونين؛ لأنه كان مضاعفا فقال امنن. فيروى في الخبر أنه سخر له الشياطين، فمن شاء من عليه بالعتق والتخلية، ومن شاء أمسكه؛ قال قتادة والسدي. وعلى ما روى عكرمة عن ابن عباس: أي جامع من شئت من نسائك، واترك جماع من شئت منهن لا حساب عليك. ﴿ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ ﴾ أي إن أنعمنا عليه في الدنيا فله عندنا في الآخرة قربة وحسن مرجع.
الآية: [٤١] ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾
الآية: [٤٢] ﴿ ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ ﴾
الآية: [٤٣] ﴿ وَوَهَبْنَا لَهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُمْ مَعَهُمْ رَحْمَةً مِنَّا وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَاذْكُرْ عَبْدَنَا أَيُّوبَ ﴾ أمر للنبي ﷺ بالاقتداء بهم في الصبر على المكاره.﴿أيوب﴾ بدل. ﴿ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾ وقرأ عيسى بن عمر ﴿إني﴾ بكسر الهمزة أي قال. قال الفراء: وأجمعت القراء على أن قرؤوا ﴿ بِنُصْبٍ ﴾ بضم النون والتخفيف. النحاس: وهذا غلط وبعده مناقضة وغلط أيضا؛ لأنه قال: أجمعت القراء على هذا، وحكى بعده أنهم ذكروا عن يزيد بن القعقاع أنه قرأ: ﴿ بِنُصْبٍ ﴾ بفتح النون والصاد فغلط على أبي جعفر، وإنما قرأ أبو جعفر: ﴿ بِنُصْبٍ ﴾ بضم النون والصاد؛ كذا حكاه أبو عبيد وغيره وهو مروي عن الحسن. فأما ﴿ بِنُصْبٍ ﴾ فقراءة عاصم الجحدري ويعقوب الحضرمي. وقد رويت هذه القراءة عن الحسن وقد حكي ﴿ بِنُصْبٍ ﴾ بفتح النون وسكون الصاد عن أبي جعفر. وهذا كله عند أكثر النحويين بمعنى النصب فنصب ونصب كحزن وحزن. وقد يجوز أن يكون نصب جمع نصب كوُثن ووَثن. ويجوز أن يكون نصب بمعنى نصب حذفت منه الضمة، فأما ﴿ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ ﴾ فقيل: إنه جمع نصاب. وقال أبو عبيدة وغيره: النصب الشر والبلاء. والنصب التعب والإعياء. وقد قيل في معنى: ﴿ أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ﴾ أي ما يلحقه من وسوسته لا غير. والله أعلم.


الصفحة التالية
Icon