الآية: [٢٠] ﴿ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ﴾
الآية: [٢١] ﴿ أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ كَانُوا مِنْ قَبْلِهِمْ كَانُوا هُمْ أَشَدَّ مِنْهُمْ قُوَّةً وَآثَاراً فِي الْأَرْضِ فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ بِذُنُوبِهِمْ وَمَا كَانَ لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ وَاقٍ ﴾
الآية: [٢٢] ﴿ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانَتْ تَأْتِيهِمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَكَفَرُوا فَأَخَذَهُمُ اللَّهُ إِنَّهُ قَوِيٌّ شَدِيدُ الْعِقَابِ ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَأَنْذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ ﴾ أي يوم القيامة. سميت بذلك لأنها قريبة؛ إذ كل ما هو آت قريب. وأزف فلان أي قرب يأزف أزفا؛ قال النابغة:
أزف الترحل غير أن ركابنا | لما تزل برحالنا وكأن قد |
أي قرب. ونظير هذه الآية:
﴿ أَزِفَتِ الْآزِفَةُ ﴾ أي قربت الساعة. وكان بعضهم يتمثل ويقول:
أزف الرحيل وليس لي من زاد غير | الذنوب لشقوتي ونكادي |
﴿ إِذِ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ﴾ على الحال وهو محمول على المعنى. قال الزجاج: المعنى إذ قلوب الناس
﴿ لَدَى الْحَنَاجِرِ ﴾ في حال كظمهم. وأجاز الفراء أن يكون التقدير
﴿ وَأَنْذِرْهُمْ ﴾ كاظمين. وأجاز رفع
﴿ كَاظِمِينَ ﴾ على أنه خبر للقلوب. وقال: المعنى إذ هم كاظمون. وقال الكسائي: يجوز رفع
﴿ كَاظِمِينَ ﴾ على الابتداء. وقد قيل: إن المراد بـ
﴿ يَوْمَ الْآزِفَةِ ﴾ يوم حضور المنية؛ قاله قطرب. وكذا
﴿ الْقُلُوبُ لَدَى الْحَنَاجِرِ كَاظِمِينَ ﴾ عند حضور المنية. والأول أظهر. وقال قتادة: وقعت في الحناجر المخافة فهي لا تخرج ولا تعود في أمكنتها، وهذا لا يكون إلا يوم القيامة كما قال:
﴿ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء ٌ ﴾. وقيل: هذا إخبار عن نهاية الجزع؛ كما قال:
﴿ وَبَلَغَتِ الْقُلُوبُ الْحَنَاجِرَ ﴾ وأضيف اليوم إلى
﴿ا الْآزِفَةُ ﴾ على تقدير يوم القيامة
﴿ الْآزِفَةُ ﴾ أو يوم المجادلة
﴿ الْآزِفَةُ ﴾. وعند الكوفيين هو من باب إضافة الشيء إلى