ألفا ألف وستمائة ألف. و ﴿ غُدُوّاً ﴾ مصدر جعل ظرفا على السعة. ﴿ وَعَشِيّاً ﴾ عطف عليه وتم الكلام. ثم تبتدئ ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ﴾ على أن تنصب يوما بقوله: ﴿ أَدْخِلُوا ﴾ ويجوز أن يكون منصوبا بـ ﴿ يُعْرَضُونَ ﴾ على معنى ﴿ يُعْرَضُونَ ﴾ على النار في الدنيا ﴿ وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ ﴾ فلا يوقف عليه. وقرأ نافع وأهل المدينة وحمزة والكسائي: ﴿ أَدْخِلُوا ﴾ بقطع الألف وكسر الخاء من أدخل وهي اختيار أبي عبيد؛ أي يأمر الملائكة أن يدخلوهم، ودليله ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا ﴾. الباقون ﴿ أَدْخِلُوا ﴾ بوصل الألف وضم الخاء من دخل أي يقال لهم: ﴿ أَدْخِلُوا ﴾ يا ﴿ آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾ وهو اختيار أبي حاتم. قال: في القراءة الأولى: ﴿ آلَ ﴾ مفعول أول و ﴿ أَشَدَّ ﴾ مفعول ثان بحذف الجر، وفي القراءة الثانية منصوب؛ لأنه نداء مضاف. وآل فرعون: من كان على دينه وعلى مذهبه، وإذا كان من كان على دينه ومذهبه في أشد العذاب كان هو أقرب إلى ذلك. وروى ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن العبد يولد مؤمنا ويحيا مؤمنا ويموت مؤمنا منهم يحيى بن زكريا ولد مؤمنا وحيي مؤمنا ومات مؤمنا وإن العبد يولد كافرا ويحيا كافرا ويموت كافرا منهم فرعون ولد كافرا وحيي كافرا ومات كافرا" ذكره النحاس. وجعل الفراء في الآية تقديما وتأخيرا مجازه: ﴿ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ ﴾. ﴿ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوّاً وَعَشِيّاً ﴾ فجعل العرض في الآخرة؛ وهو خلاف ما ذهب إليه الجمهور من انتظام الكلام على سياقه على ما تقدم. والله أعلم.
الآية: [٤٧] ﴿ وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ فَيَقُولُ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعاً فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا نَصِيباً مِنَ النَّارِ ﴾
الآية: [٤٨] ﴿ قَالَ الَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُلٌّ فِيهَا إِنَّ اللَّهَ قَدْ حَكَمَ بَيْنَ الْعِبَادِ ﴾
الآية: [٤٩] ﴿ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْماً مِنَ الْعَذَابِ ﴾
الآية: [٥٠] ﴿ قَالُوا أَوَلَمْ تَكُ تَأْتِيكُمْ رُسُلُكُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا بَلَى قَالُوا فَادْعُوا وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلالٍ ﴾