فأما الذي فوقي فأعرف قدره واتبع فيه الحق والحق لازم
وأما الذي دوني فإن قال صنت عن إجابته عرضي وإن لام لائم
وأما الذي مثلي فإن زل أو هفا تفضلت إن الفضل بالحلم حاكم
﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا ﴾ يعني هذه الفعلة الكريمة والخصلة الشريفة ﴿ إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا ﴾ بكظم الغيظ واحتمال الأذى. وقيل: الكناية في ﴿ يُلَقَّاهَا ﴾ عن الجنة؛ أي ما يلقاها إلا الصابرون؛ والمعنى متقارب. ﴿ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ ﴾ أي نصيب وافر من الخير؛ قال ابن عباس. وقال قتادة ومجاهد: الحظ العظيم الجنة. قال الحسن: والله ما عظم حظ قط دون الجنة. وقيل الكناية في ﴿ يُلَقَّاهَا ﴾ عن الجنة أي ما يلقاها إلا الصابرون ؛ والمعنى متقارب
﴿ وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ ﴾ تقدم في آخر ﴿الأعراف﴾. ﴿ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ ﴾ من كيده وشره ﴿ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ ﴾ لاستعاذتك ﴿ الْعَلِيمُ ﴾ بأفعالك وأقوالك.
الآية: [٣٧] ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ ﴾
الآية: [٣٨] ﴿ فَإِنِ اسْتَكْبَرُوا فَالَّذِينَ عِنْدَ رَبِّكَ يُسَبِّحُونَ لَهُ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَهُمْ لا يَسْأَمُونَ ﴾
الآية: [٣٩] ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِي الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ ﴾
قوله تعالى: ﴿ وَمِنْ آيَاتِهِ ﴾ علاماته الدالة على وحدانيته وقدرته ﴿ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ ﴾ وقد مضى في غير موضع. ﴿ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ ﴾ نهى عن السجود لهما؛ لأنهما وإن كانا خلقين فليس ذلك لفضيلة لهما في أنفسهما فيستحقان بها العبادة مع الله؛ لأن خالقهما هو الله


الصفحة التالية
Icon