ونزلت الآية. قال ابن الأنباري: وهو وقف حسن، ثم تبتدئ ﴿رب السماوات والأرض﴾ على معنى هو رب السموات. النحاس: ويجوز أن يكون ﴿رب السموات والأرض﴾ خبرا بعد خبر، ويجوز أن يكون بدلا من ﴿واحد﴾.
قلت: وعلى هذين الوجهين لا يوقف على ﴿لَوَاحِدٌ﴾. وحكى الأخفش: ﴿رب السموات - ورب المشارق﴾ بالنصب على النعت لاسم إن. بين سبحانه معنى وحدانيته وألوهيته وكمال قدرته بأنه ﴿رب السموات والأرض﴾ أي خالقهما ومالكهما ﴿وما بينهما ورب المشارق﴾ أي مالك مطالع الشمس. ابن عباس: للشمس كل يوم مشرق ومغرب؛ وذلك أن الله تعالى خلق للشمس ثلاثمائة وخمسة وستين كوة في مطلعها، ومثلها في مغربها على عدد أيام السنة الشمسية، تطلع في كل يوم في كوة منها، وتغيب في كوة، لا تطلع في تلك الكوة إلا في ذلك اليوم من العام المقبل. ولا تطلع إلا وهي كارهة فتقول: رب لا تطلعني على عبادك فإني أراهم يعصونك. ذكره أبو عمر في كتاب التمهيد، وابن الأنباري في كتاب الرد عن عكرمة؛ قال: قلت لابن عباس أرأيت ما جاء عن النبي ﷺ في أمية بن أبي الصلت: "آمن شعره وكفر قلبه" قال: هو حق فما أنكرتم من ذلك؟ قلت: أنكرنا قوله:
والشمس تطلع كل آخر ليلة | حمراء يصبح لونها يتورد |
ليست بطالعة لهم في رسلها | إلا معذبة وإلا تجلد |