قوله تعالى: ﴿إِنَّ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ أي في خلقهما ﴿لَآياتٍ لِلْمُؤْمِنِينَ. وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ، وَاخْتِلافِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَمَا أَنْزَلَ اللَّهُ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ رِزْقٍ فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ﴾ تقدم جميعه. وقراءة العامة ﴿وَمَا يَبُثُّ مِنْ دَابَّةٍ آيَاتٌ﴾ ﴿وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ آيَاتٌ﴾ بالرفع فيهما. وقرأ حمزة والكسائي بكسر التاء فيهما. ولا خلاف في الأول أنه بالنصب على اسم ﴿إن﴾ وخبرها ﴿فِي السَّمَاوَاتِ﴾. ووجه الكسر في ﴿آيات﴾ الثاني العطف على ما عملت فيه؛ التقدير: إن في خلقكم وما يبث من دابة آيات. فأما الثالث فقيل: إن وجه النصب فيه تكرير ﴿آيات﴾ لما طال الكلام؛ كما تقول: ضرب زيدا زيدا. وقيل: إنه على الحمل على ما عملت فيه ﴿إن﴾ على تقدير حذف ﴿في﴾ ؛ التقدير: وفي اختلاف الليل والنهار آيات. فحذفت ﴿في﴾ لتقدم ذكرها. وأنشد سيبويه في الحذف:
كل امرئ تحسبين امرأ | ونار توقد بالليل نارا |