التاسع: شرا لهم، قاله ثعلب أيضا. العاشر: شقوة لهم، قال أبو العالية. وقيل: إن التعس الانحطاط والعثار. قال ابن السكيت: التعس أن يخر على وجهه. والنكس أن يخر على رأسه. قال: والتعس أيضا الهلاك. قال الجوهري: وأصله الكب، وهو ضد الانتعاش. وقد تعس "بفتح العين" يتعس تعسا، وأتعسه الله. قال مجمع بن هلال:
تقول وقد أفردتها من خليلها | تعست كما أتعستني يا مجمع |
قوله تعالى: ﴿وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ أي أبطلها لأنها كانت في طاعة الشيطان. ودخلت الفاء في قوله: ﴿فتعسا﴾ لأجل الإبهام الذي في ﴿الذين﴾، وجاء ﴿وَأَضَلَّ أَعْمَالَهُمْ﴾ على الخبر حملا على لفظ الذين، لأنه خبر في اللفظ، فدخول الفاء حملا على المعنى، ﴿وَأَضَلَّ﴾ حملا على اللفظ.
الآية: ٩ ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَرِهُوا مَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾
أي ذلك الإضلال والإتعاس، لأنهم ﴿كرهوا ما أنزل الله﴾ من الكتب والشرائع. ﴿فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ﴾ أي ما لهم من صور الخيرات، كعمارة المسجد وقرى الضيف وأصناف القرب، ولا يقبل الله العمل إلا من مؤمن. وقيل: أحبط أعمالهم أي عبادة الصنم.
الآية: ١٠ ﴿أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا﴾