قال الجوهري: والأمة الطريقة والدين، يقال: فلان لا أمة له؛ أي لا دين له ولا نحلة. قال الشاعر:
وهل يستوي ذو أمة وكفور
وقال مجاهد وقطرب: على دين على ملة. وفي بعض المصاحف ﴿قالوا إنا وجدنا أباءنا على ملة﴾ وهذه الأقوال متقاربة. وحكي عن الفراء على ملة على قبلة. الأخفش: على استقامة، وأنشد قول النابغة:
حلفت فلم أترك لنفسك ريبة | وهل يأثمن ذو أمة وهو طائع |
الآية: ٢٤ ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾
قوله تعالى: ﴿قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكُمْ بِأَهْدَى﴾ أي قل يا محمد لقومك: أوليس قد جئتكم من عند الله بأهدى؛ يريد بأرشد. ﴿مِمَّا وَجَدْتُمْ عَلَيْهِ آبَاءَكُمْ قَالُوا إِنَّا بِمَا أُرْسِلْتُمْ بِهِ كَافِرُونَ﴾ يعني بكل ما أرسل به الرسل. فالخطاب للنبي ﷺ ولفظه لفظ الجمع؛ لأن تكذيبه تكذيب لمن سواه. وقرئ ﴿قل وقال وجئتكم وجئناكم﴾ يعني أتتبعون آباءكم ولو جئتكم بدين أهدى من دين آبائكم ؟ قالوا: إنا ثابتون على دين آبائنا لا ننفك عنه وإن جئتنا بما هو أهدى. وقد مضى في "البقرة" القول في التقليد وذمه فلا معنى لإعادته.