وإنما يقولون هو خير قومه، وهو شر الناس؛ قال الله تعالى: ﴿كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ﴾ [ آل عمران: ١١٠] وقال: ﴿فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً﴾ [مريم: ٧٥]. وعن أبي حيوة بفتح الشين وتخفيف الراء. وعن مجاهد وسعيد بن جبير ضم الشين والراء والتخفيف، قال النحاس: وهو معنى ﴿الأَشِرُ﴾ ومثله رجل حذر وحذر.
الآية: ٢٧ - ٣٢ ﴿إِنَّا مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ فِتْنَةً لَهُمْ فَارْتَقِبْهُمْ وَاصْطَبِرْ وَنَبِّئْهُمْ أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ كُلُّ شِرْبٍ مُحْتَضَرٌ فَنَادَوْا صَاحِبَهُمْ فَتَعَاطَى فَعَقَرَ فَكَيْفَ كَانَ عَذَابِي وَنُذُرِ إِنَّا أَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ صَيْحَةً وَاحِدَةً فَكَانُوا كَهَشِيمِ الْمُحْتَظِرِ وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ﴾
قوله تعالى: ﴿إِنَّا مُرْسِلُو الْنَّاقَةِ﴾ أي مخرجوها من الهضبة التي سألوها، فروي أن صالحا صلى ركعتين ودعا فانصدعت الصخرة التي عينوها عن سنامها، فخرجت ناقة عشراء وبراء. ﴿فِتْنَةً لَهُمْ﴾ أي اختبارا وهو مفعول له. ﴿فَارْتَقِبْهُمْ﴾ أي انتظر ما يصنعون. ﴿وَاصْطَبِرْ﴾ أي اصبر على أذاهم، وأصل الطاء في اصطبر تاء فتحولت طاء لتكون موافقة للصاد في الإطباق. ﴿وَنَبِّئْهُمْ﴾ أي أخبرهم ﴿أَنَّ الْمَاءَ قِسْمَةٌ بَيْنَهُمْ﴾ أي بين ال ثمود وبين الناقة، لها يوم ولهم يوم، كما قال تعالى: ﴿لَهَا شِرْبٌ وَلَكُمْ شِرْبُ يَوْمٍ مَعْلُومٍ ﴾ [الشعراء: ١٥٥]. قال ابن عباس: كان يوم شربهم لا تشرب الناقة شيئا من الماء وتسقيهم لبنا وكانوا في نعيم، وإذا كان يوم الناقة شربت الماء كله فلم تبق لهم شيئا. وإنما قال: ﴿بَيْنَهُمْ﴾ لأن العرب إذا أخبروا عن بني ادم مع البهائم غلبوا بني ادم. وروى أبو الزبير عن جابر قال: لما نزلنا الحجر في مغزى رسول الله ﷺ تبوك، قال: "أيها الناس لا تسألوا في هذه الآيات هؤلاء قوم صالح سألوا نبيهم أن يبعث الله لهم ناقة فبعث الله عز وجل


الصفحة التالية
Icon