قلت: وما ذكره هو الصحيح، وقد مضى بيانه والقول فيه في ﴿الإسراء﴾ عند قوله تعالى: ﴿ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ﴾ [الإسراء: ٤٤] ﴿وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ﴾.
قوله تعالى: ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أي أنفرد بذلك. والملك عبارة عن الملك ونفوذ الأمر فهو سبحانه الملك القادر القاهر. وقيل: أراد خزائن المطرو النبات وسائر الرزق. ﴿يُحْيِي وَيُمِيتُ﴾ يميت الأحياء في الدنيا ويحي الأموات للبعث. وقيل: يحيي النطف وهي موات وحيث الأحياء. وموضع "يحيي ويميت" رفع على معنى وهو يحي ويميت. ويجوز أن يكون نصبا بمعنى ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ محييا ومميتا على الحال من المجرور في ﴿لَهُ﴾ والجار عاملا فيها. ﴿وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ أي هو الله لا يعجزه شيء.
قوله تعالى: ﴿هُوَ اْلأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ﴾ اختلف في معاني هذه الأسماء وقد بيناها في الكتاب الأسنى. وقد شرحها رسول الله ﷺ شرحا يغني عن قول كل قائل، فقال في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة: "اللهم أنت الأول فليس قبلك شيء وأنت الآخر فليس بعدك شيء وأنت الظاهر فليس فوقك شيء وأنت الباطن فليس دونك شيء اقض عنا الدين وأغننا من الفقر" عنى بالظاهر الغالب، وبالباطن العالم، والله أعلم. ﴿وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ﴾ بما كان أو يكون فلا يخفى عليه شيء.
الآية: [٤] ﴿هُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ﴾
الآية: [٥] ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الأُمُورُ﴾
الآية: [٦] ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَهُوَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ﴾


الصفحة التالية
Icon