وقرأ نافع وابن عامر ﴿فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ﴾ بغير ﴿هُوَ﴾. والباقون ﴿ هُوَ الْغَنِيُّ﴾ على أن يكون فصلا. ويجوز أن يكون مبتدأ و ﴿الْغَنِيُّ﴾ خبره والجملة خبر إن. ومن حذفها فالأحسن أن يكون فصلا، لأن حذف الفصل أسهل من حذف المبتدأ.
الآية: [٢٥] ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ﴾
الآية: [٢٦] ﴿وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا نُوحاً وَإِبْرَاهِيمَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِمَا النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ فَمِنْهُمْ مُهْتَدٍ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ﴾
قوله تعالى: ﴿لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ﴾ أي بالمعجزات البينة والشرائع الظاهرة. وقيل: الإخلاص لله تعالى في العبادة، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، بذلك دعت الرسل: نوح فمن دونه إلى محمد ﷺ. ﴿وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ﴾ أي الكتب، أي أوحينا إليهم خبر ما كان قبلهم ﴿وَالْمِيزَانَ﴾ قال ابن زيد: هو ما يوزن به ومتعامل ﴿لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ﴾ أي بالعدل في معاملاتهم. وقوله: ﴿بِالْقِسْطِ﴾ يدل على أنه أراد الميزان المعروف وقال قوم: أراد به العدل. قال القشيري: وإذا حملناه على الميزان المعروف، فالمعنى أنزلنا الكتاب ووضعنا الميزان فهو من باب:
علفتها تبنا وماء باردا
ويدل على هذا قوله تعالى: ﴿وَالسَّمَاءَ رَفَعَهَا وَوَضَعَ الْمِيزَانَ﴾ ثم قال: ﴿وَأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ﴾ وقد مضى القول فيه. ﴿وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ﴾ روى عمر رضي الله عنه أن رسول الله ﷺ قال: "إن الله أنزل أربع بركات من السماء إلى الأرض: الحديد