والحجز: المنع. و ﴿ حَاجِزِينَ﴾ يجوز أن يكون صفة لأحد على المعنى كما ذكرنا؛ فيكون في موضع جر. والخبر "منكم". ويجوز أن يكون منصوبا على أنه خبر و" مِنْكُمْ " ملغى، ويكون متعلقا ﴿ حَاجِزِينَ﴾ ولا يمنع الفصل به من انتصاب الخبر في هذا؛ كما لم يمتنع الفصل به في "إن فيك زيدا راغب".
﴿وَإِنَّهُ﴾ يعني القرآن ﴿لَتَذْكِرَةٌ لِلْمُتَّقِينَ﴾ أي للخائفين الذين يخشون الله. ونظيره: ﴿فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ﴾ على ما بيناه أول سورة البقرة. وقيل: المراد محمد صلى الله عليه وسلم، أي هو تذكرة ورحمة ونجاة.
الآية: [٤٩] ﴿وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ﴾
الآية: [٥٠] ﴿وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ عَلَى الْكَافِرِينَ﴾
الآية: [٥١] ﴿وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ﴾
الآية: [٥٢] ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾
قوله تعالى: ﴿وَإِنَّا لَنَعْلَمُ أَنَّ مِنْكُمْ مُكَذِّبِينَ﴾ قال الربيع: بالقرآن. ﴿وَإِنَّهُ لَحَسْرَةٌ﴾ يعني التكذيب. والحسرة: الندامة. وقيل: أي وإن القرآن لحسرة على الكافرين يوم القيامة إذا رأوا ثواب من آمن به. وقيل: هي حسرتهم في الدنيا حين لم يقدروا على معارضته عند تحديهم أن يأتوا بسورة مثله. ﴿وَإِنَّهُ لَحَقُّ الْيَقِينِ﴾ يعني أن القرآن العظيم تنزيل من الله عزو جل؛ فهو لحق اليقين. وقيل: أي حقا يقينا ليكونن ذلك حسرة عليهم يوم القيامة. فعلى هذا "وإنه لحسرة" أي لتحسر؛ فهو مصدر بمعنى التحسر، فيجوز تذكيره. وقال ابن عباس: إنما هو كقولك: لعين اليقين ومحض اليقين. ولو كان اليقين نعتا لم يجز أن يضاف إليه؛ كما لا تقول: هذا رجل الظريف. وقيل: أضافه إلى نفسه لاختلاف اللفظين. ﴿فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ﴾ أي فصل لربك؛ قال ابن عباس. وقيل: أي نزه الله عن السوء والنقائص.