عذره؛ قال مجاهد وقتادة وسعيد بن جبير وعبد الرحمن بن زيد وأبو العالية وعطاء والفراء والسدي أيضا ومقاتل. قال مقاتل: أي لو أدلى بعذر أو حجة لم ينفعه ذلك. نظيره قوله تعالى: ﴿يَوْمَ لا يَنْفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ﴾ وقوله: ﴿وَلا يُؤْذَنُ لَهُمْ فَيَعْتَذِرُونَ﴾ فالمعاذير على هذا: مأخوذ من العذر؛ قال الشاعر:
وإياك والأمر الذي إن توسعت | موارده ضاقت عليك المصادر |
فما حسن أن يعذر المرء نفسه | وليس له من سائر الناس عاذر |
واعتذر رجل إلى إبراهيم النخعي فقال له: قد عذرتك غير معتذر، إن المعاذير يشوبها الكذب. وقال ابن عباس:
﴿وَلَوْ أَلْقَى مَعَاذِيرَهُ﴾ أي لو تجرد من ثيابه. حكاه الماوردي.
قلت: والأظهر أنه الإدلاء بالحجة والاعتذار من الذنب؛ ومنه قول النابغة:
ها إن ذي عذرة إلا تكن نفعت | فإن صاحبها مشارك الكند |
والدليل على هذا قوله تعالى في الكفار
﴿وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ﴾ وقوله تعالى في المنافقين:
﴿يَوْمَ يَبْعَثُهُمُ اللَّهُ جَمِيعاً فَيَحْلِفُونَ لَهُ كَمَا يَحْلِفُونَ لَكُمْ﴾. وفي الصحيح أنه يقول: "يا رب آمنت بك وبكتابك وبرسولك، وصليت وصمت وتصدقت، ويثني بخير ما استطاع" الحديث. وقد تقدم في "حم السجدة" وغيرها. والمعاذير والمعاذر: جمع معذرة؛ ويقال: عذرته فيما صنع أعذره عذرا وعذرا، والاسم المعذرة والعذري؛ قال الشاعر:
إني حددت ولا عذرى لمحدود