إن كانت مستوية. وقال مالك: محكمة مكان منسوخة. وقيل ليس المراد بأخير التفضيل، لأن كلام الله لا يتفاضل، وإنما هو مثل قوله: ﴿مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِنْهَا﴾ [النمل: ٨٩] أي فله منها خير، أي نفع وأجر، لا الخير الذي هو بمعنى الأفضل، ويدل على القول الأول قوله: ﴿أََوْ مِثْلِهَا﴾.
الآية: ١٠٧ ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾
قوله تعالى: ﴿أَلَمْ تَعْلَمْ﴾ جزم بلم، وحروف الاستفهام لا تغير عمل العامل، وفتحت "أن" لأنها في موضع نصب. ﴿لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ﴾ أي بالإيجاد والاختراع، والملك والسلطان، ونفوذ الأمر والإرادة. وارتفع "ملك" بالابتداء، والخبر "له" والجملة خبر "أن". والخطاب للنبي ﷺ والمراد أمته قوله تعالى: ﴿وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ﴾ المعنى أي قل لهم يا محمد ألم تعلموا أن لله سلطان السموات والأرض وما لكم من دون الله من ولي، من وليت أمر فلان، أي قمت به، ومنه ولي العهد، أي القيم بما عهد إليه من أمر المسلمين. ومعنى ﴿مِنْ دُونِ اللَّهِ﴾ سوى الله وبعد الله، كما قال أمية بن أبي الصلت:
يا نفس ما لك دون الله من واق | وما على حدثان الدهر من باق |
الآية: ١٠٨ ﴿أَمْ تُرِيدُونَ أَنْ تَسْأَلوا رَسُولَكُمْ كَمَا سُئِلَ مُوسَى مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَتَبَدَّلِ الْكُفْرَ بِالْأِيمَانِ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾
قوله تعالى: ﴿أَمْ تُرِيدُونَ﴾ هذه "أم" المنقطعة التي بمعنى بل، أي بل تريدون، ومعنى الكلام التوبيخ.
﴿أَنْ تَسْأَلوا﴾ في موضع نصب "تريدون". ﴿كَمَا سُئِلَ﴾ الكاف في موضع