إذا انسلخ الشهر الحرام فودعي | بلاد تميم وأنصري أرض عامر |
إذا دخل الشهر الحرام فجاوزي | بلاد تميم وأنصري أرض عامر |
٢- ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً﴾
قوله تعالى: ﴿وَرَأَيْتَ النَّاسَ﴾ أي العرب وغيرهم. ﴿يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجاً﴾ أي جماعات: فوجا بعد فوج. وذلك لما فتحت مكة قالت العرب: أما إذا ظفر محمد بأهل الحرم، وقد كان الله أجارهم من أصحاب الفيل، فليس لكم به يدان. فكانوا يسلمون أفواجا: أمة أمة. قال الضحاك: والأمة: أربعون رجلا. وقال عكرمة ومقاتل: أراد بالناس أهل اليمن. وذلك أنه ورد من اليمن سبعمائة إنسان مؤمنين طائعين، بعضهم يؤذنون، وبعضهم يقرؤون القرآن، وبعضهم يهللون؛ فسر النبي ﷺ لك، وبكى عمر وابن عباس. وروى عكرمة عن ابن عباس أن النبي ﷺ قرأ: ﴿إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ﴾ وجاء أهل اليمن رقيقة أفئدتهم، لينة طباعهم، سخية قلوبهم، عظيمة خشيتهم، فدخلوا في دين الله أفواجا. وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أتاكم أهل اليمن، هم أضعف قلوبا، وأرق أفئدة الفقه يمان، والحكمة يمانية". وروى أنه