وقال أحمد بن المعذل أبو الفضل الفقيه المالكي فأحسن:
| التمس الأرزاق عند الذي | ما دونه إن سيل من حاجب |
| من يبغض التارك تسأله | جودا ومن يرضى عن الطالب |
| ومن إذا قال جرى قوله | بغير توقيع إلى كاتب |
وقرأ الكسائي وابن كثير: ﴿وَسَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ بغير همز في جميع القرآن. الباقون بالهمز. ﴿وَاسْأَلُوا اللَّهَ﴾. وأصله بالهمز إلا أنه حذفت الهمزة للتخفيف. والله أعلم.
٣٣- ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ فَآتُوهُمْ نَصِيبَهُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيداً﴾
فيه خمس مسائل:
الأولى: بين تعالى أن لكل إنسان ورثة وموالي؛ فلينتفع كل واحد بما قسم الله له من الميراث، ولا يتمن مال غير. وروى البخاري في كتاب الفرائض من رواية سعيد بن جبير عن ابن عباس: ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ مِمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾ قال: كان المهاجرون حين قدموا المدينة يرث الأنصاري المهاجري دون ذوي رحمه؛ للأخوة التي آخى رسول الله ﷺ بينهم، فلما نزلت ﴿ وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ قال: نسختها ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾. قال أبو الحسن بن بطال: وقع في جميع النسخ ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ قال: نسختها ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾. والصواب أن الآية الناسخة ﴿وَلِكُلٍّ جَعَلْنَا مَوَالِيَ﴾ والمنسوخة ﴿وَالَّذِينَ عَقَدَتْ أَيْمَانُكُمْ﴾، وكذا رواه الطبري في روايته.