للمبالغة، جمع عابد أيضا؛ كعامل وعمال، وضارب وضراب. وذكر محبوب أن البصريين قرؤوا: ﴿وَعَبَادَ الطَّاغُوتَ﴾ جمع عابد أيضا، كقائم وقيام، ويجوز أن يكون جمع عبد. وقرأ أبو جعفر الرؤاسي ﴿وَعُبِدَت الطَّاغُوتَ﴾ على المفعول، والتقدير: وعبد الطاغوت فيهم. وقرأ عون العقيلي وابن بريدة: ﴿وَعَابَِدُ الطَّاغُوتِ﴾ على التوحيد، وهو يؤدي عن جماعة. وقرأ ابن مسعود أيضا ﴿وَعُبَدَ الطَّاغُوتِ﴾ وعنه أيضا وأبي ﴿وَعُبِدَت الطَّاغُوتَ﴾ على تأنيث الجماعة؛ كما قال تعالى: ﴿قَالَتِ الأَعْرَابُ﴾ وقرأ عبيد بن عمير: ﴿وأَعْبُدَ الطَّاغُوتَ﴾ مثل كلب وأكلب. فهذه اثنا عشر وجها.
قوله تعالى: ﴿أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَاناً﴾ لأن مكانهم النار؛ وأما المؤمنون فلا شر في مكانهم. وقال الزجاج: أولئك شر مكانا على قولكم. النحاس: ومن أحسن ما قيل فيه: أولئك الذين لعنهم الله شر مكانا في الآخرة من مكانكم في الدنيا لما لحقكم من الشر. وقيل: أولئك الذين لعنهم الله شر مكانا من الذين نقموا عليكم. وقيل: أولئك الذين نقموا عليكم شر مكانا من الذين لعنهم الله. ولما نزلت هذه الآية قال المسلمون لهم: يا إخوة القردة والخنازير فنكسوا رؤوسهم افتضاحا، وفيهم يقول الشاعر:
فلعنة الله على اليهود | إن اليهود إخوة القرود |
٦٢- ﴿وَتَرَى كَثِيراً مِنْهُمْ يُسَارِعُونَ فِي الأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ﴾
٦٣- ﴿لَوْلا يَنْهَاهُمُ الرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ عَنْ قَوْلِهِمُ الأِثْمَ وَأَكْلِهِمُ السُّحْتَ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَصْنَعُونَ﴾