الصلب. قيل: نزلت في المستهزئين من قريش، قتلهم الله في ليلة واحدة بعد أن أمهلهم مدة. نظيره ﴿حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً﴾ [الأنعام: ٤٤].
الآية: ١٨٤ ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلَّا نَذِيرٌ مُبِينٌ﴾
قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا﴾ أي فيما جاءهم به محمد صلى الله عليه وسلم. والوقف على ﴿يَتَفَكَّرُوا﴾ حسن. ثم قال: ﴿مَا بِصَاحِبِهِمْ مِنْ جِنَّةٍ﴾ رد لقولهم: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِي نُزِّلَ عَلَيْهِ الذِّكْرُ إِنَّكَ لَمَجْنُونٌ﴾ [الحجر: ٦]. وقيل: نزلت بسبب أن رسول الله ﷺ قام ليلة على الصفا يدعو قريشا، فخذا فخذا؛ فيقول: "يا بني فلان ". يحذرهم بأس الله وعقابه. فقال قائلهم: إن صاحبهم هذا لمجنون، بات يصوت حتى الصباح.
الآية: ١٨٥ ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ وَأَنْ عَسَى أَنْ يَكُونَ قَدِ اقْتَرَبَ أَجَلُهُمْ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ﴾
قوله تعالى ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾.
فيه أربع مسائل:-
الأولى: قوله تعالى: ﴿أَوَلَمْ يَنْظُرُوا﴾ عجب من إعراضهم عن النظر في آياته؛ ليعرفوا كمال قدرته، حسب ما بيناه في سورة "البقرة". والملكوت من أبنية المبالغة ومعناه الملك العظيم. وقد تقدم.
الثانية: استدل بهذه الآية - وما كان مثلها من قوله تعالى: ﴿قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ﴾ [يونس: ١٠١] وقوله تعالى: ﴿أَفَلَمْ يَنْظُرُوا إِلَى السَّمَاءِ فَوْقَهُمْ كَيْفَ بَنَيْنَاهَا﴾ [ق: ٦] وقوله:


الصفحة التالية
Icon