قولهم: أبن الرجل بالمكان إذا أقام به. فالبنان يعتمل به ما يكون للإقامة والحياة. وقيل: المراد بالبنان هنا أطراف الأصابع من اليدين والرجلين. وهو عبارة عن الثبات في الحرب وموضع الضرب؛ فإذا ضربت البنان تعطل من المضروب القتال بخلاف سائر الأعضاء. قال عنترة:
وكان فتى الهيجاء يحمي ذمارها | ويضرب عند الكرب كل بنان |
وأن الموت طوع يدي إذا ما | وصلت بنانها بالهندواني |
الآيتان: ١٣ - ١٤ ﴿ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ شَاقُّوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَمَنْ يُشَاقِقِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ، ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ﴾
قوله تعالى: ﴿ذَلِكَ﴾ في موضع رفع على الابتداء، والتقدير: ذلك الأمر، أو الأمر ذلك. ﴿شَاقُّوا اللَّهَ﴾ أي أولياءه. والشقاق: أن يصير كل واحد في شق. وقد تقدم. ﴿ ذَلِكُمْ فَذُوقُوهُ وَأَنَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابَ النَّارِ﴾ قال الزجاج﴿ذَلِكُمْ﴾ رفع بإضمار الأمر أو القصة، أي الأمر ذلكم فذوقوه. ويجوز أن يكون في موضع نصب بـ ﴿ذُوقُوا﴾ كقولك: زيدا فاضربه. ومعنى الكلام التوبيخ للكافرين. ﴿وَأَنَّ﴾ في موضع رفع عطف على ذلكم. قال الفراء: ويجوز أن يكون في موضع نصب بمعنى وبأن للكافرين. قال: ويجوز أن يضمر واعلموا أن. الزجاج: لو جاز إضمار واعلموا لجاز زيد منطلق