كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّاماً مَعْدُودَاتٍ إلى قوله مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} ١ كانت فيها رخصة الشيخ الكبير والعجوز الكبيرة وهما لا يطيقان الصوم أن يطعما مكان كل يوم مسكيناً أو يفطرا ثم نسخ تلك الآية التي بعدها فقال: ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ ٢ فنسختها هذه الآية فكان أهل العلم يرون ويرجون أن الرخصة قد ثبتت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة إذا لم يطيقا القيام أن يطعما مكان كل يوم مسكينا وللحبلى إذا خشيت على ما في بطنها والمرضع إذا خشيت على ولدها٣.
حدثنا قتادة عن يزيد بن عبد الله٤ أخي مطرف بن عبد الله٥ أن النبي ﷺ رخص للحبلى والمرضع.
وعن قتادة وإن ﴿وَإِنْ تُبْدُوا مَا فِي أَنْفُسِكُمْ أَو تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُمْ بِهِ اللَّهُ فَيَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ﴾ ٦ ثم أنزل الله عز وجل: الآية التي بعدها فيها تخفيف ويسر وعافية ﴿لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً﴾ أي طاقتها ﴿لَهَا مَا كَسَبَتْ﴾ ٧، فنسختها هذه الآية٨.
٢ البقرة ١٨٥.
٣ ينظر: ابن حزم ١٢٤، تالنحاس ٢٠، ابن سلامة ١٨، مكي ١٢٧، وفيه قول قتادة، ابن الجوزي ٢٠٠، العتائقي ٣٣، ابن المتوج ٥٤.
٤ من المحدثين، توفي سنة ١٠٨هـ وقيل: ١١١هـ. "طبقات ابن سعد ٧/١٥٥، طبقات ابن خياط ٤٩٧، تهذيب التهذيب ١١/٣٤١".
٥ من المحدثين الثقات، توفي سنة ٨٧هـ. "طبقات ابن خياط ٤٦٧، حلية الأولياء ٢/١٩٨، تذكرة الحفاظ ٦٤".
٦ البقرة ٢٨٤.
٧ البقرة ٢٨٦.
٨ ينظر: ابن حزم ١٢٥، النحاس ٨٥، ابن سلامة ٢٧، مكي ١٦٧، ابن الجوزي٢٠١.