صفحة رقم ١٠٠
ثم في زمان عرْضِهِم قولان :
أحدهما : أنه عرضهم بعد أن خلقهم.
والثاني : أنه صورهم لقلوب الملائكة، ثم عرضهم قبل خلقهم.
) فَقَالَ أَنْبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَؤُلاءِ إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( ومعنى أنبئوني خبروني مأخوذ من الإنباء، وفي الإنباء قولان :
أَظْهَرُهُمَا : أنه الإخبار، والنبأ الخبر، والنبيء بالهمز مشتق من هذا.
والثاني : أن الإنباء الإعلام، وإنما يستعمل في الإخبار مجازاً.
وقوله :) بِأَسْمَاءِ هَؤُلاَءِ ( يعني الأسماءَ الَّتي علمها آدم. وفي قوله تعالى :) إنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( ستة أقاويل :
أحدها : إن كنتم صادقين أني لا أخلق خَلْقاً إلا كنتم أعلم منه ؛ لأنه هجس في نفوسهم أنهم أعلم من غيرهم.
والثاني : إن كنتم صادقين فيما زعمتم أن خُلَفَائي يفسدون في الأرض.
والثالث : إن كنتم صادقين أني إنِ استخلفتكم فيها سبَّحْتموني وقَدَّسْتُمُوني، فإن استخلفت غيركم فيها عصاني.
والرابع : إن كنتم صادقين فيما وقع في نفوسكم، أني لا أخلق خلقاً إلا كنتم أفضل منه.
والخامس : معنى قوله :) إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ ( أي عالمين. والسادس : أن معناه إن كنتم صادقين.
قوله عز وجل :) إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ ( العليم : هو العالم من غير تعليم، وفي ( الحكيم ) ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه المُحْكِمُ لأفعاله.