صفحة رقم ١١٣
وقوله تعالى :) وَتَكْتُمُوا الْحَقَّ ( يعني محمداً، ومعرفة نبوَّته، ) وَاَنْتُمْ تَعْلَمُونَ ( أنه في الكتب التي بأيديكم، وهذا قول الجميع.
قوله تعالى :) وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ (.
أما الصلاة : فقد مضى الكلام فيها.
وأما الزكاة : ففي تسمية صدقة الأموال بها، قولان :
أحدهما : أنه من تثمير المال وزيادته، ومنه قولهم : زَكا الزرع، إذا زاد، ويقال : زكا الفرد إذا صار زوجاً بزيادة الزائد عليه حتى صار شفعاً كما قال الشاعِرُ :
كَانُوا خَساً أَوْ زَكاً مِنْ دُونِ أَرْبَعَةٍ
لَمْ يُخْلَقُوا وَجُدُودُ النَّاسِ تَعْتَلِج
فخساً : الوِتر، وزكاً : الشفع، وقال الراجز :
فَلاَ خَساً عَدِيدُهُ وَلاَ زَكاً
كَمَا شِرَارُ الْبَقْلِ أَطْرَافُ السَّفَا
السَّفَا : شوك البهمي، والبهمي : الشوك الممدود مثل السبلى.
والقول الثاني : أنَّها مأخوذة من التطهير، ومنه قوله تعالى :) أَقَتَلْتَ نَفَساً زَاكِيَةً ( " [ الكهف : ٧٤ ] أي طاهرة من الذنوب.
وفيما يُطهَّر قولان :
أحدهما : أنه تطهير المال حتى صار بأداء الحقِّ منه حلالاً ولولاه لخَبُثَ.
الثاني : تطهير نفس المزكي، فكأن المزكي طهَّر نفسه من الشُحِّ والبخل.
قوله تعالى :) وَارْكَعُوا مَعَ الرَّاكِعِينَ ( فيه قولان :
أحدهما : أنه أراد جملة الصلاة، فعبر عنها بالركوع، كما يقول الإنسان : فَرَعْتُ من ركوعي، أي من صلاتي.
والثاني : أنه أراد الركوع الذي في الصلاة، لأنه لم يكن في صلاة أهل


الصفحة التالية
Icon