صفحة رقم ١٢٦
بَجَمْعٍ تَضَلُّ الْبَلْقُ في حُجُرَاتِهِ
تَرَى الأكْمَ فِيهِ سُجَّداً لِلْحَوافِرِ
وقال أعشى قيس :
يُرَاوِحُ مِنْ صَلَواتِ الْمِلَي
كِ طَوْراً سُجُوداً وَطَوْراً حِوَاراً
وفي قوله تعالى :) وَقُولُوا حِطَّةٌ ( أربعةُ تأويلاتٍ :
أحدها : أنه قول : لا إله إلا الله، وهو قول عكرمة.
والثاني : أن ( حِطَّة ) المغفرة، فكأنه أمر بالاستغفار، وهو رواية سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عباسٍ.
والثالث : هو قولهم : هذا الأمر حق كما قيل لكم، وهو رواية الضحاك، عن ابن عباسٍ.
والرابع : معناه : حُطَّ عنا خطايانا، وهو قول الحسن، وقتادة، وابن زيدٍ، وهو أشبهُ بظاهر اللفظ.
قوله عز وجل :) نَغْفِرْ لَكُمْ خَطَايَاكُمْ ( أي نرحمْكم، ونسترها عليكم، فلا نفضحكم بالعقوبة عليها.
والخطأ : العدولُ عن القصد، يقال خَطِئ الشيءَ خَطَأً، إذا أصابه ولم يُرِدْهُ، وأَخْطَأَ يُخْطِئُ، إذا أراده ولم يُصِبْهُ، فالأول خاطئ والثاني مُخطِئ.
وأصل المغفرة : التغطية والستر ؛ ولذلك قيل للبيضة من الحديد : مِغْفَرٌ، لأنها تُغَطِّي الرأسَ وتُغَطِّي الرأسَ وتُجِنُّهُ، ومنه قول أوسِ بنِ حجر :
وَلاَ أَعْتِبُ ابْنَ الْعَمِّ إِنْ كَانَ مُخْطِئاً وَأَغْفِرُ عَنْهُ الْجَهْلَ إِنْ كَانَ جَاهِلاً


الصفحة التالية
Icon