صفحة رقم ١٣٣
الاسم، لخروجهم من اليهودية والنصرانية، وهذا قول ابن زيدٍ.
والثالث : أنه مأخوذ من قولهم : صبا يصبو، إذا مال إلى الشيء وأحبه، وهذا قول نافع ؛ ولذلك لم يهمز.
وَاخْتُلِفِ فيهم : فقال مجاهد، والحسن، وابن أبي نجيحٍ : الصابئون بين اليهود والمجوس، وقال قتادة : الصابئون قوم يعبدون الملائكة، ويصلون إلى القِبْلة، [ ويقرأون الزبور ويصلون الخميس ] وقال السدي : هم طائفة من أهل الكتاب، وقال الخليل : هم قوم شبيه دينهم بدين النصارى، إلا أن قبلتهم نَحْوَ مهب الجنوب حيال منتصف النهار، يزعمون أنهم على دين نوح.
وفي قوله تعالى :) مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآْخِرِ وَعَمِلَ صَالِحاً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ( قولان :
أحدهما : أنها نزلت في سلمان الفارسيِّ وأصحابه النصارى الذين كان قد تنصَّر على أيديهم، قبل مبعث رسول الله ( ﷺ )، وكانوا قد أخبروه بأنه سيبعث، وأنهم مؤمنون به إن أدركوه، وهذا قول السدي.
والثاني : أنها منسوخة بقوله تعالى :) وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإْسْلاَمِ دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ ( " [ آل عمران : ٨٥ ]، وهو قول ابن عباس.
فإن قيل : فَلِمَ قال :) وَعَمِلَ صَالِحاً ( على التوحيد، ثم قال :) فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ ( على الجمع ؟ قيل : لأن اللفظ ( مَنْ ) لفظ الواحد، ومعناه الجمع، فمرةً يجمع على اللفظ، ومرةً يجمع على المعنى، قال الشاعر :
أَلِمَّا بِسَلْمَى عَنْكُمَا إِنْ عَرَضْتُمَا
وَقُولاَ : لَهَا عُوجِي عَلَى مَنْ تَخَلَّفُوا