صفحة رقم ١٣٩
والثاني : أنّ الفارض التي قد ولدت بطوناً كثيرة، فيتسع لذلك جوفها، لأن معنى الفارض في اللغة الواسع، وهذا قول بعض المتأخرين، واستشهد بقول الراجز :
يا رُبَّ ذي ضغن عليّ فارض
له قروء كقروء الحائض
والبكر : الصغيرة التي لم تحمل، والبكر من إناث البهائم، وبني آدم، ما لم يفتحله الفحل، وهي مكسورة الباء، فأما البَكْر بفتح الباء، فهو الفتي من الإبل.
وقوله تعالى :) عَوانٌ بَيْنَ ذلكَ ( والعوان النَّصَفُ التي قد ولدت بطناً أو بطنين، ) بين ذلك ( يعني بين الصغيرة والكبيرة، وهي أقوى ما تكون من البقر وأحسنه، قال الشاعر :
فرحن عليه بين بِكرٍ عزيزة
وبين عَوانٍ كالغمامة ناصِفِ
قوله تعالى :)... قَالَ : إِنَّهُ يَقُولُ إِنَّهَا بَقَرَةٌ صَفْرَاءُ ( حُكِيَ عن الحسن البصري، أن المراد بقوله صفراء، أي سوداء شديدة السواد، كما تقول العرب : ناقة صفراء أي سوداء، ومنه قول الشاعر :
تلك خيلي منه وتلك ركابي هُنّ صفر أولادها كالزبيب
وقال الراجز :
وصفرٍ ليست بمصفرّة
ولكنّ سوداءَ مثل الخُمُر
وقال سائر المفسرين : إنها صفراء اللون، من الصفرة المعروفة، وهو أصح، لأنه الظاهر، ولأنه قال :) فَاقِعٌ لَّوْنُهَا ( والفاقع من صفات الصفرة، وليس يوصف السواد بذلك، وإنما يقال : أسود حالكٌ، وأحمر قانٍ، وأبيضُ ناصعٌ، وأخضرُ ناضرٌ، وأصفرُ فاقعٌ.