صفحة رقم ١٦٠
( البقرة :( ٩٣ ) وإذ أخذنا ميثاقكم.....
" وإذ أخذنا ميثاقكم ورفعنا فوقكم الطور خذوا ما آتيناكم بقوة واسمعوا قالوا سمعنا وعصينا وأشربوا في قلوبهم العجل بكفرهم قل بئسما يأمركم به إيمانكم إن كنتم مؤمنين " ( قوله تعالى :)... خُذُوا مَآ ءَاتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ ( يعني بجد واجتهاد.
) وَاسْمَعُواْ ( فيه تأويلان :
أحدهما : يعني فاعملوا بما سمعتم.
الثاني : أي اقبلوا ما سمعتم، كما قيل سمع الله لمن حمده، أي قبل الله حمده، وقال الراجز :
السمعُ والطاعة والتسليم
خير وأعفى لبني تميم
) قَالُوا : سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا ( فيه تأويلان :
أحدهما : أنهم قالوا ذلك حقيقة، ومعناه سمعنا قولك وعصينا أمرك.
والثاني : أنهم لم يقولوه ولكن فعلوا ما دل عليه، فقام الفعل منهم مقام القول كما قال الشاعر :
امتلأ الحوض وقال قَطْني
مهلاً رويداً قد ملأت بطني
) وَأُشْرِبُواْ فِي قُلُوبِهِمُ العِجْلَ بِكُفْرِهِمْ ( فيه تأويلان :
أحدهما : أن موسى برد العجل وذرّاه في الماء، فكان لا يشربه أحد يحب العجل إلا ظهرت نخالة الذهب على شفتيه، وهذا قول السدي، وابن جريج.
والثاني : أنهم أُشربوا حب العجل في قلوبهم، يقال أُشرِبَ قلبه حبَّ كذا، قال زهير :
فصحوتُ عنها بعد حبٍّ داخل والحبُّ تُشربه فؤادَك : داءُ