صفحة رقم ١٦٢
فقيل :) فَتَمَنَّوُاْ الْمَوْتَ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ ( لأنه من اعتقد أنه من أهل الجنة، كان الموت أحب إليه من الحياة، لما يصير إليه من نعم الجنة، ويزول عنه من أذى الدنيا، ويروى عن النبي ( ﷺ ) أنه قال :( لَو أَنَّ اليَهُودَ تَمَنَّوُا المَوتَ لَمَاتُوا وَرَأَوْا مَقَامَهُم مِنَ النَّارِ ). ثم قال تعالى :) وَلَنْ يَتَمَنَّوهُ أَبَدا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ( تحقيقاً لكذبهم، وفي تركهم إظهار التمني قولان :
أحدهما : أنهم علموا أنهم لو تمنوا الموت لماتوا، كما قاله النبي ( ﷺ )، فلذلك لم يتمنوه وهذا قول ابن عباس.
الثاني : أن الله صرفهم عن إظهار التمني، ليجعل ذلك آية لنبيه ( ﷺ ).
ثم قال تعالى :) وَلَتَجِدَنَّهُمْ أَحْرَصَ النَّاسِ عَلَى حَيَاةٍ ( يعني اليهود.
) وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا ( يعني المجوس، لأن المجوس هم الذين ) يَودُّ أَحَدُهُمْ لو يُعَمَّرُ أَلْفَ سَنَةٍ (، كان قد بلغ من حبهم في الحياة أن جعلوا تحيتهم ( عش ألف سنة ) حرصاً على الحياة، فهؤلاء الذين يقولون : أن لهم الجنة خالصة أحب في الحياة من جميع الناس ومن هؤلاء. ) وَمَا هُو بِمُزَحْزِحِهِ مِنَ الْعَذَابِ ( أي بمباعده من العذاب ) أَن يُعْمَّرُ ( لأنه لو عمَّر ما تمنى، لما دفعه طول العمر من عذاب الله على معاصيه.
( البقرة :( ٩٧ - ٩٨ ) قل من كان.....
" قل من كان عدوا لجبريل فإنه نزله على قلبك بإذن الله مصدقا لما بين يديه وهدى وبشرى للمؤمنين من كان عدوا لله وملائكته ورسله وجبريل وميكال فإن الله عدو للكافرين " ( قوله تعالى :) قُلْ مَن كَانَ عَدُوّا لِجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللهِ ( وسبب نزول هذه الآية، أن ابن صوريا وجملة من يهود ( فدك )، لما قدم النبي ( ﷺ ) المدينة سألوه، فقالوا : يا محمد كيف نومك ؟ فإنه قد أخبرنا عن نوم النبي الذي يأتي في آخر الزمان، فقال :( تَنَامُ عَيْنَايَ وَقَلْبِي يَقْظَانُ ) قالوا : صدقت يا محمد، فأخبرنا عن الولد يكون من الرجل أو المرأة ؟ فقال :( أَمَّا العِظَامُ وَالعَصَبُ وَالعُرُوقُ فَمِنَ الرَّجُلِ، وَأَمَّا اللَّحْمُ وَالدَّمُ وَالظُّفْر وَالشَّعْر فَمِنَ المَرْأَةِ ) قالوا : صدقت يا محمد، فما بال الولد يشبه أعمامه، ليس فيه من شبه أخواله شيء، أو يشبه أخواله، ليس فيه من شبه أعمامه شيء ؟ فقال :( أيهما علا ماؤه كان الشبه له ) قالوا : صدقت يا محمد، فأخبرنا عن ربك ما هو ؟ فأنزل الله