صفحة رقم ١٩١
الأعرابي :) مُسْلِمِينَ لك ( على الجمع. ويقال : أنه لم يدع نَبيُّ إلا لنفسه ولأمته إلا إبراهيم فإنه دعا مع دعائه لنفسه ولأمته لهذه الأمة في قوله :) وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُّسْلِمَةً لَّكَ ( والمسلم هو الذي استسلم لأمر الله وخضع له، وهو في الدين القابل لأوامر الله سراً وجهراً.
) وأَرِنَا مَنَاسِكَنَا ( أي عرفنا مناسكنا، وفيها تأويلان :
أحدهما : أنها مناسك الحج ومعالمه، وهذا قول قتادة والسدي.
والثاني : أنها مناسك الذبائح التي تنسك لله عز وجل، وهذا قول مجاهد وعطاء.
والمناسك جمع منسك، واختلفوا في تسميته منسكاً على وجهين :
أحدهما : لأنه معتاد ويتردد الناس إليه في الحج والعمرة، من قولهم إن لفلان منسكاً، إذا كان له موضع معتاد لخير أو شر، فسميت بذلك مناسك الحج لاعتيادها.
والثاني : أن النسك عبادة الله تعالى، ولذلك سُمِّي الزاهد ناسكاً لعبادة ربه، فسميت هذه مناسك لأنها عبادات.
( البقرة :( ١٢٩ ) ربنا وابعث فيهم.....
" ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم إنك أنت العزيز الحكيم " ( قوله تعالى :) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِم ( يعني في هذه الأمة ) رَسُولاً مِنْهُم ( يعني محمداً ( ﷺ )، وقيل في قراءة أبيّ بن كعب ) رَبَّنَا وَابْعَثْ فِي آخِرِهِم رَسُولاً مِنْهُم (.
وقد روى خالد بن معدان : أن نفراً من أصحاب رسول الله ( ﷺ ) قالوا :