صفحة رقم ٣٧١
والثالث : أن ذلك نزل في وفد نجران لمَّا حاجّوا النبي ( ﷺ ) في المسيح، فقالوا : أليس كلمة الله وروحه ؟ قال :( بلى ) فقالوا : حسبنا، فأنزل الله تعالى :) فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وابْتَغَآءَ تَأْوِيلِهِ ( وهو قول الربيع.
وفي قوله تعالى :) ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ ( أربعة تأويلات :
أحدها : الشرك، قاله السدي.
والثاني : اللّبْس، قاله مجاهد.
الثالث : الشبهات التي حاجّ بها وفد نجران.
والرابع : إفساد ذات البَيْن.
) وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ ( في التأويل وجهان :
أحدهما : أنه التفسير.
والثاني : أنه العاقبة المنتظرة.
) وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللهُ ( فيه ثلاثة أقاويل :
أحدها : تأويل جميع المتشابه، لأن فيه ما يعلمه الناس، وفيه ما لا يعلمه إلا الله، قاله الحسن.
والثاني : أن تأويله يوم القيامة لما فيه من الوعد والوعيد، كما قال الله تعالى :) هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَومَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ ( " [ الأعراف : ٥٣ ] يعني يوم القيامة، قاله ابن عباس.