صفحة رقم ٣٧٥
) وَاللَّهُ يُؤَيِّدُ بِنَصْرِهِ مَن يَشَاءُ ( يعني من أهل طاعته. وفي التأييد وجهان :
أحدهما : أنه المعونة.
والثاني : القوة.
) إِنَّ فِي ذَلِكَ لَعِبْرَةً لأُولِي الأبْصَارِ ( فيه وجهان :
أحدهما : أن في نصرة الله لرسوله يوم بدر مع قلة أصحابه عبرة لذوي البصائر والعقول.
والثاني : أن فيما أبصره المشركون من كثرة المسلمين مع قلتهم عبرة لذوي الأعين والبصائر.
( آل عمران :( ١٤ - ١٥ ) زين للناس حب.....
" زين للناس حب الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذهب والفضة والخيل المسومة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا والله عنده حسن المآب قل أؤنبئكم بخير من ذلكم للذين اتقوا عند ربهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها وأزواج مطهرة ورضوان من الله والله بصير بالعباد " ( قوله عز وجل :) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ ( معنى زين : أي حُسِّن حب الشهوات، والشهوة من خَلْق الله في الإنسان، لأنها ضرورة لا يقدر على دفعها.
وفي المُزّيِّن لحب الشهوات ثلاثة أقاويل :
أحدها : أنه الشيطان، لأنه لا أحد أشد ذَمًّا لها من الله تعالى الذي خَلَقَها، قاله الحسن.
الثاني : تأويل أن الله زين حب الشهوات لِمَا جعله في الطبائع من المنازعة كما قال تعالى :) إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الأرْضِ زِينَةً لَّهَا ( " [ الكهف : ٧ ]، قاله الزجاج.
والثالث : أن الله زين من حبها ما حَسُن، وزين الشيطان من حبها ما قَبُح.


الصفحة التالية
Icon