صفحة رقم ٣٧٩
أسلموا فقد اهتدوا وإن تولوا فإنما عليك البلاغ والله بصير بالعباد " ( قوله عز وجل :) شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ ( في هذه الشهادة من الله ثلاثة أقاويل :
أحدها : بمعنى قضى الله أنه لا إله إلا هو.
والثاني : يعني بَيَّنَ الله أنه لا إله إلا هو.
والثالث : أنها الشهادة من الله بأنه لا إله إلا هو.
ويحتمل أمرين :
أحدهما : أن يكون معناها الإِخبار بذلك، تأكيداً للخبر بالمشاهدة، كإخبار الشاهد بما شاهد، لأنه أوكد للخبر.
والثاني : أنه أحدث من أفعاله المشاهدة ما قامت مقام الشهادة بأن لا إله إلا هو، فأما شهادة الملائكة وأولي العلم، فهي اعترافهم بما شاهدوه من دلائل وحدانيته.
) قَآئِماً بِالْقِسْطِ ( أي بالعدل.
ويحتمل قيامه بالعدل وجهين :
أحدهما : أن يتكفل لهم بالعدل فيهم، من قولهم قد قام فلان بهذا الأمر إذا تكفل به، فيكون القيام بمعنى الكفالة.
والثاني : معناه أن قيام ما خلق وقضى بالعدل أي ثباته، فيكون قيامه بمعنى الثبات.
قوله عز وجل :) إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللَّهِ الإِسْلاَمُ ( فيه وجهان :
أحدهما : أن المتدين عند الله بالإِسلام من سلم من النواهي.
والثاني : أن الدين هنا الطاعة، فصار كأنه قال : إن الطاعة لله هي الإِسلام.
وفي أصل الإسلام قولان :


الصفحة التالية
Icon